روايات

رواية اسكن أنت وزوجك الفصل الأول 1 بقلم آية العربي

رواية اسكن أنت وزوجك الفصل الأول 1 بقلم آية العربي

رواية اسكن أنت وزوجك الجزء الأول

رواية اسكن أنت وزوجك البارت الأول

رواية اسكن أنت وزوجك
رواية اسكن أنت وزوجك

رواية اسكن أنت وزوجك الحلقة الأولى

مرحباً بكِ في عالمى الرمادى ايتها البيضاء … كنت مثلكِ الى ان استهدفت بقعة سوداء فؤادى … فحولتنى الى ما انا عليه … فبات الجميع يلبي بالسمع والطاعة .

ومن قال لك اننى كالبقية ! … انت تتعامل مع مُهرةٍ ابيّة ،،، لن يرودها خيال بل تلين لفارسٍ احتواها بالعشق ورمم جروحها الدميّة .

رواية مسجلة حصرى بأسم آية العربي ممنوع منعاً باتاً نسخها او سرقتها ومن يفعل ذلك يعرض للمسائلة القانونية

&&&&&&&&&&&&&

فى قنا عروس الصعيد

(تلك المحافظة التى تجمع بين الهيبة والجبروت يزينهما عشقٍ لا يفنى او يموت … منبع الشهامة والنخوة ومع ذلك فهى موطن العادات القاسية والقلوب المتحجرة ) .

في جامعة الوادى الجديد قسم تجارة انكلش .

يقف عبدالرحمن الذى يدرس في السنة الاخيرة من كليته .

يقف على بعد مناسب يتابع تلك المُهرة بعيون مترقبة وهى تدون في دفترها ملاحظات المحاضرة التى القاها المعيد لتوه .

مالت عليها صديقتها لبنى تردف بهمس _ مهرة لعلمك بجى عبد الرحمن مشالِش عينه من عليكي واصل .

تنهدت مُهرة وهى تنظر لدفترها من خلف نقابها واردفت بهدوء _ ايه بعرف لبنى … بس شو رح ساوى !! … قلتله من زمان يروح لحاله ما عم يفهم علي !

تنهدت لبنى واردفت بترقب _ طب وليه أكدة يا مهرة ! … هو رايدك ف الحلال … وجالك انه هيجدر يجنع عيلته … يبجى ليه ترفضي !.

تنهدت مهرة ورفعت رأسها تطالع صديقتها مردفة _ لانه لا انا ولا بيّ بنقدر ع عيلة الجابري … هدول عالم قوايا كتير لبنى … انا معك انه عبد الرحمن كتير طيب ومنيح معى … بس انا مارح اتجوزه لحاله … وانا عن جد بخاف منن .

تنهدت لبنى تومئ بصمت فصديقتها معها كل الحق … اردفت بحيرة _ أيوة صُح هما عيلة جبارة … بس اني سمعت ان زين وعبد الرحمن غير البجية … وكمان ليهم اخت محدش عيعرفها بس سمعت انها زينة عكس امهم الجبارة دي … وبعدين يعنى انى عايزة افهم !!! انتِ معتحبيش عبد الرحمن واصل ولا حتى معجبة بيه !!

تنهدت مهرة بعمق ونظرت اليها من خلف نقابها مردفة _ عبد الرحمن كتير حباب وطيوب بس انا ما رح اعلق حالي بحب حدا ما بعرف اذا كان من نصيبي او لا … ما رح اوقع ف حب بدو يعذبنى لبنى … شوفتى انتِ شو قلتى … انا اهم شى عندى هى امه كيف رح اتحمل اعيش مع هيك مخلوقة ! … يللي سمعته عنها بيكفي وبيوفي … خليني بعيد احسن لبنى .

اردفت لبنى وهى تنظر لعبدالرحمن بترقب _ تمام لو عليا ابعدك عنيهم بس مظنش ان عبدالرحمن عيستسلم واصل ..

تنهدت مهرة بعمق ثم اردفت _ خلينا هلأ نركز بمحاضرتنا .

&&&&&&&&

في قصر عائلة الجابري

تقف تلك المتجبرة في منتصف المكان الواسع امام القصر الداخلى وتردف بصوت عالي ونبرة آمرة للحضور جميعاً _ الليلة دى ليلة ولدى الكبير ومارايداش أي تجصير من اي حد ..

كان الجميع يعمل على قدم وساق

الرجال يقومون بذبح الماشية التى ستقدم طعاماً في حنة زين الرجال مثلما تطلق عليه والدته والنساء يجهزن اغراض الطهى والجميع يعمل بهمة ونشاط خوفاً من بطش تلك السيدة .

نزل من اعلى الدرج زين الجابري بقامته الطويلة وبدلته السوداء الذى يرتديها اثناء ذهابه لعمله فتليق به كما يليق به الجلباب الصعيدي عندما يرتديه .

يتطلع حوله بعيون سوداء وملامح صعيدية قاتمة وانفٍ شامخ كجبل تخطت قممه اعالي السحاب وخصلات شعره الطويلة التى تمردت على عاداتهم فزادت من وسامته .

وصل خارج القصر ووقف اعلى درجاته الداخلية ينظر لوالدته ثم اتجه يدنو منها ويقبل يدها مردفاً بجدية _ صباح الخير يا ست الكل … تاعبة حالك ليه عاد يا اماي !! … جولتلك الخلج هيعملوا اللازم ادخلى انتِ ارتاحى .

ابتسمت لابنها ابتسامة لم تصل لعيناها واردفت بصوت قوى _ كيف يا ولدى … دى حنتك ولازم اجف فوج راسهم واباشر بنفسى … دى الفرحة اللى بجالى ياما بستناها .

ابتسم بهدوء لامه منذ زمن وهو اعلن تجميد قلبه ومشاعره ليرضيها او ليكون مثلما اجبرته وليعيش حياة تريدها هي وليس هو .

نظر في ساعة يده واردف بثبات وجمود _ تمام يا اماي … بس براحة ع الخلج مهماش حمل الحاجة رابحة عاد ! … انا هروح ع الشركة ساعة وراجع .

اردفت رابحة باستنكار _ وه … عتروح ع الشركة لييه يا ولدى … ما عادل هناك مكانك … الليلة حنتك وبكرة دخلتك ما تشغلش بالك بالشركة اليومين دول عاد … روح على دار عمك وشوف بت عمك ايه اللى ناجصها وخدها وادلّوا اشتروه … يالا يا ولدى جال شركة جال .

تنهد بضيق عند ذكر ابنة عمه التى دائماً يجبر على التعامل معها .

نظر لامه واردف بنبرة اكثر صرامة _ امااي ! … جلتلك ساعة وراجع … عادل ليه شغله واني ليا شغلى … لما ارجع ابجى افوت على دار عمى … تؤمرى بحاجة تانية !

تنهدت تنظر لابنها الذى ظهر عليه الغضب فأومأت تردف بصوت قوة لتغطى على اعتراضه لها _ عدى على اخوك ف الجامعة خدو معاك دار عمك ..

نظر لها بعمق يعلم جيداً مغزى حديثها ثم اردف بتروى _ انتِ خابرة زين ان عبد الرحمن معايحبش يروح هناك واصل … ليه بجى كدة ياماي !

نظرت له بعيون متسعة واردفت بقوة _ مش بكيفه … اللى انى رايداه هو اللى هيُحصل … اخوك يروح معاك دار عمك .

تنهد بضيق ثم اومأ وغادر يستقل سيارته متجهاً الى شركته كي ينهى اعماله سريعاً ويعود .

&&&&&&&&

بعد ساعة فى شركة المقاولات الخاصة بزين وشريكه عادل المنصورى .

يجلس عادل خلف مكتبه بشرود يفكر في امرٍ ما … رن هاتفه للمرة التى لا يعلم عددها .

التقطته ونظر له فوجدها هى فتنهد بضيق وقرر آخيراً الرد عليها علها تهدأ وتكف عن هذا الامر .

اجاب يردف بضيق وحزن _ كفاية بقى اتصالات ملهاش لازمة ! … قولتلك مبقاش ينفع نتكلم … انتِ من سكة وانا من سكة .

اردفت على الجهة الأخرى بصوت حزين _ يعنى إكدة يا عادل عتتخلى عني !! … اومال كنت عتجول انك عتحبي … هو ده حبك ليا !! … معتحاربش عشانى واصل ! … اعمل اي حاجة يا عادل جبل بكرة ! … اعمل اي حاجة انت هتجدر تتصرف عنى !

وضع كفه على عقله يضغط عليه بقوة ويردف بتشتت _ مش هعرف اعمل اي حاجة … انا فى وضع صعب … كنت مفكر ان ممكن زين يتخلى عن العادات دى بس كدة الوضع صعب اوى … انا أسف بس مش هعرف اتصرف … انا من طريق وانتِ من طريق يابنت الناس .

دلف عليه زين فجأة وقد استمع الى آخر كلماته يطالعه بتعجب مردفاً _ وه … الموضوع واعر جوي ولا ايه !

توتر عادل وسقط الهاتف من يده ثم نظر لزين بعيون متسعة واردف _ زين ! … انت جيت امتى !

تعجب زين من صدمته واردف وهو يجلس ويفك زر حلته _ لسة واصل حالاً … بس انت اتفزعت أكدة ليه !.

دنى عادل يلتقط هاتفه الذى سقط ثم عاد مجدداً يردف بترقب وملامح متوترة لاحظها زين جيداً _ لا انا اتفاجئت بيك بس … ها طمنى اخبارك ايه !!

تنهد زين يطالعه قليلاً بتعجب ثم اردف وهو يتطلع للامام _ اخبارى كيف ما جانون الحاجة رابحة عيجول .

نظر له عادل بتوتر وصمت بينما تابع زين متسائلاً _ سيبك منى وجولي كنت عتكلم مين ! … فيه موضوع جديد مخبيه عنى ولا ايه !

تحمحم عادل بتوتر واردف وهو يدعى انشغاله _ لا ولا موضوع جديد ولا حاجة … المهم انت افرد وشك ده … كدة كدة مافيش حاجة هتتغير … مش معقول يكون فرحك بكرة وشكلك زى البوم كدة !

تنهد زين بضيق واومأ بصمت ثم وقف يردف قبل ان يغادر _ انا عروح على مكتبي اخلص شوية اوراج وبعدين هعاود الجصر … الشركة ف امانتك اليومين دول … وانى معتأخرش هعاود طوالي .

اومأ له وغادر زين يمشى في الردهة تحت انظار الموظفين الذين يهابونه على عكس عادل الذى يحبونه نظراً لبساطته ولينه في التعامل معهم وهذا كان من ضمن الاسباب الذى اوقعته في شباك عليا الجابري التى كانت تعمل بعدما اقنعت والدها لمدة شهرين في الشركة قبل ان يطردها زين لسوء فهمها وقلة خبرتها في العمل .

اما عادل فتنهد بضيق وشرد يفكر في امرها … منذ ان دلفت تلك الشركة ورآها وهو اغرم بها … لا ارادياً وجد نفسه يحبها عندما تنظر اليه … شغلته بعيناها السوداء وابتسامتها المغرورة التى تعبر عن شخصية قوية .

كان يعلم نهاية الامر وانها ستكون من نصيب ابن عمها كحال الاغلبية هنا ولكنه اقنع نفسه ان زين لا يكن لها اي مشاعر حب فهو يعلم خبايا صديقه جيداً لذلك تأمل واقنع حاله ان زين يمكن ان يتمرد على هذه العادة ..

ولكن ها هو زين يخالف توقعه وينوى الزواج بها بناءاً على رغبة والدته .

&&&&&&&&

بعد ساعة فى الجامعة

حيث انتهت المحاضرات واستعد الطلاب للمغادرة ولكن عبد الرحمن دائماً ينتظر الفرصة المناسبة ليحادث مهرة .

خرج جميع الطلاب وظلتا فقط مهرة ورفيقتها لبنى التى تجمع اغراضها بينما يقف على باب المدرج عبد الرحمن الذى يطالعها وهى تقترب منه .

توقفت تتنهد بعمق وترفع نظرها اليه مردفة بهدوء _ بيكفي عبد الرحمن ! .. مشان الله خلص … انسالى هالموضوع بقى .

نظر لها بحب واردف بهدوء وهى يتعمق في عيناها _ مش هسيبك يا مُهرة … هتبجى مرتى وحتى لو هوجف فى وش عيلتى كلياتها … انى عتكلم مع عمى ابراهيم تانى وتالت وصدجيني انى جادر احميكي ومسمحش لأي اذى يمسك واصل .

كانت تستمع اليه وعيناها تنظر للجانب الآخر بينما هو تابع بخوف _ انا خابر زين انك خايفة من عيلتى … بس صدجيني هما يهمهم سعادتى … وانا سعادتى معاكى يابنت الناس … زين هيجتنع وشهد انى متأكد انها عتحبك … وان كان على امى مسيرها تلين بس انتِ وافجى … ولو عايزة اجبهم واجيلك البيت انى معنديش مانع واصل .

جاءت اليها لبنى تنظر له بهدوء بينما اردفت مهرة بضيق _ اتركنى افكر عبد الرحمن … اتركنى افكر مع حالى شوي … والله يقدم يللي فيه الخير .

ابتسم بأمل وابتعد عن الباب يردف بحب _ فكرى يا مهرة … فكرى زين وهتلاجى ان اني صُح ..

مرت من جانبه هى وصديقتها لبنى وخرجتا فتسائلت لبنى بترقب _ عتعملي ايه يا مهرة ! … عتفكرى كيف ما جولتيله صُح ! .

تنهدت مهرة واردفت بشرود وهى تخطى للخارج _ مابعرف لبنى … بدى اروح ارتاااح وافكر .

كانت تخطى خارج سياج الجامعة ولم تنتبه لتلك السيارة التى توقفت بالقرب منها وفتح باب السائق فارتطم بذراعيها بقوة جعلتها تئن وتتمسك بكوعها بألم بينما اسرعت لبنى تتسائل بقلق _ ياحزنى … اتخبطى جامد يا مهرة ! .

كادت ان تجيبها ولكن نزل هذا الذى يتابع بتمعن ونظر لها من اعلى رأسها لاخمس قدميها ثم اردف _ انى أسف .

التفتت تطالعه ويا ليتها لم تفعل فقد خانتها عيناها ونظرت له لثوانى وكذلك هو … علمت هويته ولكن هو لم يعلم .

لفت نظرها مسرعة تستغفر ربها واردفت وهى تبتعد _ ما صار شي .

دُهش من لهجتها ولكن ذالت دهشته عندما اتى اليه عبد الرحمن يطالعها وهى تغادر ويردف متسائلاً _ زين ! … انت شوفت مُهرة ! … كنت عتجولها ايه ؟!

نظر لشقيقه بعمق واردف متسائلاً _ هى دي بجى مُهرة !

اومأ له عبد الرحمن بسعادة يردف متسائلاً _ ايوة هى دي اللى معذبة جلبي

… ايه رأيك فيها بجى ؟ … زينة صُح .

تنهد زين وهز كتفيه يردف وهو يعود لسيارته _ هشوفها كيف وهى منتجبة يا اذكى اخواتك … يالا اركب خلينا نعاود ورانا شغل كَتير .

استقل عبد الرحمن سيارة أخيه وجلس بجواره يردف بترقب وحماس _ عتفاتح امى ف موضوعى كيف ما جولتلّي يا زين !.

تنهد زين والتفت يطالعه ويردف بتعجب _ ايه اللى عجبك فيها يا عبد الرحمن ! … تفرج ايه هى عن غيرها !! … هو انت شوفتها جبل سابج !

تنهد عبد الرحمن واردف _ شفتها يا اخوي … مهرة جبل ٣ سنين مكانش عتلبس نجاب … وياما الشباب أهنة عملولها مشاكل ومعاكسات خصوصاً ان لهجتها مختلفة عنينا وجمال عيونها ملفت … بعدها لجيناها جاية ولابسة نجاب … ومن وجتها وهى دخلت جلبي … وكل يوم عن يوم عحبها اكتر يا زين … انى رايدها يا زين … مهياش كَتيرة عليا يا خوي … جول لامك ان عبد الرحمن حياته كلها جصاد موافجتك على مُهرة ..

تنهد زين يطالع شقيقه بعمق … ما هذا الحب الذى يجعله في موضع قوة هكذا ! … هل يستحق هذا الذى يدعى حب ان يجازف بحياته وسلطته من اجلها !!.

اردف زين قبل ان ينطلق _ ماشي يا اخوي … عتكلم معاها بعد فرحي ان شاء الله .

انفرجت اسارير عبد الرحمن بسعادة فهو يعلم جيداً ان زين الوحيد الذي يستطيع اقناع والدته .

انطلق زين الى بيت عمه الذى يقرب قصرهما ليرى ماذا يحتاجون بينما ضجر عبد الرحمن عندما علم بذهابهما ولكن زين اقنعه بأن لا يثير حنق والدته الآن فهو بحاجة الى رضاها .

&&&&&&&&

غادرت مهرة مع رفيقتها التى ظلت تتحدث عن زين الجابري وعن هيبته مردفة _ الليلة حنته والبلد كلياتها معزومة عنديهم … بس تعرفي يا مُهرة ! … هو خسارة في بت عمه السو دي .. دي بت وشها يجطع الخميرة من البيت .

تنهد مهرة تطالعها بترقب مردفة _ يصطفلوا لبنى مع بعضهن … بيستاهلوا بعض هنن التنين … طنجرة ولئت غطاها … يالا فوتى .

مرت في طريقها على مدرسة شقيقتها تصطحبها معها الى المنزل كعادتها .

اردفت عائشة بحماس _ مهرة اليوم قلتى بدك تطلعينا مشوار … مو هيك !

اومأت مهرة تردف بهدوء _ اي عائشة اذا بابا وافق بنطلع بس المسا مو هلا … يالا امشى لحتى ما نتأخر ع بابا .

خطين ثلاثتهن الى بيوتهن وودعتهما لبنى بعد قليل تغادر واكملتا هما طريقهما .

&&&&&&&&

وصل زين بعد ساعة امام منزل عمه وترجل من سيارته هو وشقيقه الذى تهجمت ملامحه وشعر بالضيق ولكنه تحمل لاجل زين .

كان الحفل مقام في منزل عمه ايضاً حيثُ يجتمع الرجال ف الخارج والحريم داخل البيت للاحتفال بحنة العروس .

دلفا زين وعبد الرحمن فاستقبلهما عمهما بترحاب واردف بسعادة لاتمام هذه الزيجة _ اهلاً بالغالي … اهلا يا عبد الرحمن … اتفضلوا يا رجالة .

جلسا زين في الحديقة مع بعض رجال البلدة المقربين من عزيز و الذين وقفوا يرحبوا به بحفاوة ساعين الى رضاه فهو زين الجابري زين رجال قنا بينما يجلس عبد الرحمن بضيق يريد ان يركض هارباً من هذا المنزل .

رفع نظره للاعلى لا ارادياً فوجد تلك الفتاة التى ما ان رأته حتى ابتسمت له بحب واشارت له بيدها فتنهد بضيق وحرك رأسه قليلاً يرحب بها ثم توقف يردف لاخيه _ زين جوم نمشي … انى اتخنجت .

نظر له زين بصلابة واردف بحدة _ اجعد يا عبد الرحمن ميصحش إكدة … لساتنا واصلين دلوك !.

تنهد بضيق وجلس بتأفأف ثم تعمد لف نظره حول الرجال بينما ابنة عمه ف الاعلى دلفت تغلق النافذة وتردف بحزن لشقيقتها _ شوفتى يا عليا !… بردو مهواش مِعبرنى … ولا كأنه شايفنى .

تنهدت عليا التى تستعد للنزول للاسفل واردفت بضيق _ عادى يا اسماء … إكدة ولا إكدة عتتجوزيه … بعد الجواز بجى ابجى اعملي اللى انتِ رايداه … وعتجدرى تخليه يحبك .

نظرت لها اسماء بترقب متسائلة _ مالك يا عليا ! … افردى وشك عاد … دى شكل عروسة حنتها الليلة !! … وبعدين دانتِ عتتجوزى زين الجابرى اللى الكل بيتمنى رضاه وبنات البلد كلياتهم بيتمنوا نظرة منيه … يبجى عاملة ف نفسك إكدة ليه !!

نظرت لها عليا قليلاً ثم تنهدت واردفت _ لأنى مجبورة عليه … مش رايداه المغرور ده كيف ما طردنى من الشركة بعد ما اتعذبت ياما علشان اشتغل … هى مرت عمك جررت والكل نفذ وخلاص … وانى متأكدة ان زين معيحبنيش كيفي بالضبط … بس انى غيرك يا اسماء … انى لازم اتغير … امى وابوي رايدين رضا رابحة واراضي عيلة الجابري اللي لا ليها اول من آخر … علشان إكدة مخرجى الوحيد ان زين يعشجنى … وانى هعرف اخليه يعشجنى كيف … السر كله في رضا مرت عمى .

نظرت لها اسماء بتعجب واردفت _ بس العشج مش عيتخططله يا عليا … العشج بييجي إكدة فجأة .

نظرت لشقيقتها باستنكار وسخرية ولكن قاطع حديثهما طرقات على باب الغرفة فسمحت عليا للطارق فدخلت عليهما والدتهما خيرية واردفت بحدة _ ما تشهلى يا بت منك ليها وتنزلوا عاد ! … كل ده عتلبسوا … وانتِ يا عليا زين تحت رنى عليه وجوليله يجبلك الحاجات اللى نجصاكى !

تنهدت عليا واردفت وهى تنظر لوالدتها _ انى هروح مع اسماء اجيبها يا ماما … مش هرن على حد ولا رايدة حاجة من وش البوم ده .

اتسعت عين والدتها ودلفت واغلقت الباب تردف بتحذير وهى تلكزها في كتفها _اكتمى عاد يا مجنونة لابوكى يسمعك … ده هيبجى جوزك ولازم تتحدتى عنه زين جدام الخلج ..

زفرت بحنق واردفت بضيق ساخرة _ ماشي يا ماما عتحدتت عنه زين جوي… انزلي انتِ واحنا جايين وراكى طوالي .

نظرت لها خيرية بتحذير ثم ولجت للخارج بينما هما استعدتا للنزول للاسفل .

اما ف الخارج فنادى زين على عمه الذى اتى يتسائل فأردف زين بترقب _ جولي لو ناجصكم حاجة يا عمى … وشوف لو الحريم محتاجين حاجة !!.

ربت على كتفه واردف بترقب _ تسلم يا ولد اخوي … كله تمام بس هسأل عليا لو ناجص عليها حاجة عجولك .

اومأ بضيق وتنهد ثم نظر لعبد الرحمن الذى يجلس مرغوم فأردف زين بمرح لشقيقه كي ينفس عنه ضيقه _ افرد وشك يا ولد ابوي … عجبال ليلتك يا بطل .

نظر له عبد الرحمن بترقب ثم ابتسم لتخيله ليلة زفافه على تلك المُهرة التى آسرت قلبه وكيانه بينما هز زين رأسه بتعجب من حال شقيقه العاشق .

&&&&&&&&&

مساءاً فى قصر الجابري .

يجلس زين على ظهر حصان عربي اصيل اسود اللون شامخ مثل ثاحبه وهو يتراقص مع شقيقه عبد الرحمن الذى ايضاً يجلس على ظهر حصانه ويتراقصان على انغام المزمار الصعيدي بالشومة الصعيدية وسط اطلاق الطلقات ف الهواء وفرحة رجال البلد لكبيرهم برغم صغر سنه .

حضر عمه احمد الذى يعيش مع عائلته في القاهرة منذ زمن وذلك بسبب كره رابحة لزوجته وارادتها التحكم به بناءاً على وصية والده فقرر ترك البلد والمغادرة مع اطفاله .

اما معتز ابن احمد الذى صمم ان يحضر مع والده ها هو يجلس يسترق النظرات للداخل تارة وللاعلى تارة ولكنه زفر بضيق عندما لم يري ما تبحث عيناه عنها .

بينما تقف رابحة وسط الرجال تنظر لولديها بسعادة وفخر لما انجزته … ترفع رأسها بشموخ ثم تناولت بندقية ثقيلة من الحارس الذى يقف خلفها وتمسكت بها بكل حرفية ورفعتها للاعلى تطلق منها عدة طلقات ف الهواء دالة على سعادتها بزواج نجلها الكبير .

تعالت الاصوات بعدها والزغاريط من نساء البلد اللاتى تجمعن حولها .

اما ف الاعلى تقف شهد تراقب من خلف النافذة في الغرفة المعتمة بحزن وخوف … تخشى النزول للاسفل فتواجه بطش وغضب من والدتها امام الجميع لذلك التزمت غرفتها كعادتها … ولكن ما انعش قلبها قليلاً هي رؤيتها له … تتذكر ملامحه جيداً مهما مر عليها الزمن … حب طفولتها وصباها الذى لم تجتمع معه ابداً

&&&&&&&&&

في منزل مهرة

دلف والدهما عليهما بعدما عاد من عمله حيث يعمل فى محل لصنع المخبوزات الافرنجية .

القى السلام عليهما واتجه يستريح على الاريكة مردفاً _ اليوم حنة زين اخوه لعبد الرحمن …. والعالم كلهن رايحين لهونيك … بدعوة ومن دون دعوة .

تنهدت مهرة واتجهت تجلس بجواره مردفة _ ايه بابا بعرف … كمان اليوم حكى معى عبد الرحمن بالجامعة … عم يحكى بنفس الموضوع بابا وانا كتير قلقانة من هيك عالم .

تنهد ابراهيم يطالعها بعمق … يريد ان يضمن لها مستقبل سليم ليس ك ذلك الماضي المؤلم التى عانت منه هي وشقيقتها … يريد لها ان تقوى من رجلٌ يحبها ويستطيع مواجهة الصعاب لاجلها .

اردف بحيرة _ ما بعرف شو بدى اقول بنتى … عبد الرحمن شاب كتير منيح وقبضاي … بس الخوف من امه … كمان لساته عم يدرس واكيد بعدها بدو يفوت ع الجيش … عن جد ما بعرف شو اساوى من جهة بخاف اقبل فيه اندم لانه عيلته كتير قوايا … ومن جهة بخاف ارفضه بكون ظلمتك بفرصة كانت منيحة مشانك ..

زفرت مهرة بضيق واردفت بترقب _ طب شو رأيك بابا ! … اصلي استخارة ! … انا بالاول كنت رافضة الموضوع لهيك ما صليت … بس هلأ بما انه نحن عم نحتار خليني اصلى واللى الله كاتبه رح يصير .

ربت والدها على كفها بحنو ووقف يردف _ معك حق حبيبتى … اتركى التدبير على الله … وانا رح افوت اغسل واجى … وينها عائشة !

اردفت بهدوء وهى تقف هى الآخرى _ عم تراجع دورسها بغرفتها … فوت انت بابا وانا رح احضرلك الأكل … بدنا نطلع اليوم ولا شو !

تنهد ابراهيم يردف بتروى _ خليها غير اليوم حبيبتى لانه متل ما قولتلك العالم كلها عم يحتفلوا بحنة زين الجابري .

اومأت بقبول واتجهت لتحضر الطعام وتفكر بعقل شارد في امر عبد الرحمن وطلبه المُلح .

&&&&&&&

فى اليوم التالي حيث ما زال الاحتفال قائماً كما هو والجميع يعمل بعزم وخوف من عائلة الجابري .

يجلس عبد الرحمن بضجر وتأفأف فهو يريد رؤيتها ككل يوم … نعم اليوم عطلة رسمية ونعم هى ترتدى ما يحجب ملامحها عن عينه ولكن يكفى رؤيته لعيناها … لولا هذا الاحتفال لذهب الان الى أسفل منزلها وظل واقفاً أسفل شرفتها الى ان تطل عليه بنورها .

اما زين فكان يجلس مع عمه احمد الذى يكن له الود والاحترام ويجاورهما ابنه معتز الذى يسترق النظر الى الاعلى دائماً … بينما جاء عادل صديق زين ووقف زين يرحب به بحفاوة ويردف في اذنه _ أكدة بردك يا صاحبي ! … جاي آخر الناس ! … وانى اللى جولت هتكون معايا أهنة من الصبح !.

تنهد عادل وابتعد يطالعه بترقب ثم اردف بهدوء وهو يحاول ان يبتسم _ معلش يا زين … انت عارف الشغل مينفعش احنا الاتنين نسيبه .

اومأ متفهماً واتجها يجلسان بين كبار رجال البلدة يتحدثون عن بعض الاعمال المشتركة … نظر لشقيقه فلاحظ شروده فستأذن من الجميع واتجه يجلس بجواره ويربت على ساقه مخرجاً اياه من شروده ومردفاً _ اللى واكل عجلك !

نظر له عبد الرحمن وابتسم ثم اردف بحب _ مُهرة … مشفتهاش النهاردة واصل …. وحاسس ان يومى ناجص .

تعجب زين من حالة شقيقه واردف _ وه ! … معجول يا عبد الرحمن ! … فيه حرمة تشجلب حال حد من عيلة الجابرى إكدة ! .

تنهد عبد الرحمن ونظر لشقيقه بعمق واردف _ معزور يا اخى … مانت مخابرش مهرة زين … يمكن لان انت غيري يا اخوى … انت عاجبك الحال اهنة والتجاليد دي على هواك … انما انى لع … انى رايد حياة هادية مفيهاش جوّة وجبروت … انى رايد حرمة لما احزن حضنها يساعنى وكتفها يزيح وجعى … حرمة لو وجعت او خسرت تسندنى ومتبعدش عنى … وبالنسبالي مافيش غير مهرة الجلب هى اللى تجدر تعمل إكدة … انى خابر ان أهنة صبايا زينة كتير بس الجلب ما يريد بجى .

كان زين يستمع له بتعجب وشرود … راقت له كلمات شقيقه … راقت لقلبه المتجمد جداً … فكر في امر ابنة عمه … هل هى كذلك ! … هل هي تلك المرأة التى يتحدث عنها عبد الرحمن ! … بالطبع لا .

تنهد بقوة ثم نظر لشقيقه واردف بتأكيد _ بعد فرحى طوالي عتكلم مع امك فى موضوعك ومتجلجش يا خوي … انى هاجنعها .

ضحك عبد الرحمن بسعادة وعانق شقيقه بقوة ثم ابتعد يردف _ جوم نتعارك بالشوم .

ابتسم زين عليه واردف بتوعد _ بس معتشتكيش بعد أكدة !

اومأ عبد الرحمن واردف _ انى عارف اللى هيحصُل بس يالا جوم .

وقف هو وشقيقه في ساحة المكان وحولهما الجميع ثم التقطا عصاتان وشرعا فى ااعراك بهما وسط سعادتهما وصخب الجميع .

&&&&&&&&&&

اما عند مُهرة فتجلس في غرفتها تقرأ وردها اليومى بخشوع وتمعن الى ان انتهت وصدقت ووقفت تتجه خارجاً حيث يجلس والدها مع عائشة يراجع لها بعض الأسئلة التى تحيرها .

جلست بجوارهما وتسائلت بابتسامة جميلة _ شو يا عائشة فهمتى هالأسئلة !

اومأت عائشة واعتدلت تقبل صدغ والدها بسعادة مردفة _ اكيد فهمتها مو البروف هو يللي شرحهالي !

ابتسم والدها بسعادة وعانقها بينما اردفت مهرة بحنو _ لكان رح قوم اساويلكن حلو بتاكلوا اصابعكن وراه .

وقفت تتجه الى المطبخ لتعد الحلو بينما يتابعها ابراهيم بنظراته وبداخله احساس دائم كلما رآها … يريد ان يطمئن عليها … يريد ان يسلمها لرجلٌ قوى يحميها ويحبها ويجابه الجميع بها … لقد اتى بهما الى هذه البلد متعمداً نظراً لسمعه عن شهامة اهلها وقوة وحكمة رجالها .

تنهد بقوة واردف لعائشة _ يالا حبيبتى فوتى ضبي اغراضك وتعى اعدى معنا .

اومأت له ووقفت تجمع كتبها وتتجه الى غرفتها .

&&&&&&&&

اتجه زين بسيارته وخلفه حشد كبير من رجال البلدة يسيرون خلفه في زفةٍ فاخمة الى منزل عمه ليحضروا العروس المنتظرة .

وبالفعل بعدما اتم كتب الكتاب وانتهت المعازف والاغانى عاد بها الى قصره حيث رحبت بها رابحة بانتصار لتحقيق رغبتها ونظرت لزين نظرة ذات مغزى فتنهد بضيق ومر يسحب زوجته الى الاعلى والآخرى تمشي معه بتوتر وقلق .

صعدا بها الى جناحه ودلفا سوياً واغلق خلفه ثم توقف يزفر بقوة واتجه اليها يرفع عنها حجابها ويطالعها بترقب ثم ابتسم واردف بنبرة رسمية _ مبروك يا عليا .

اخفضت رأسها واردفت بخجل وتوتر _ الله يبارك فيك يا زين .

تنهد واردفت وهو يطالع طاولة الطعام _ مجهزين الوكل اهو تعالى ناكل سوا بجى .

اومأت واتجهت معه الى طاولة الطعام وجلسا اثنانهما يتناولان الطعام بترقب وصمت … هو لا يعلم بماذا يتحدث وهى ايضاً تفكر في حديث تبدأه الى ان اردفت متسائلة _ زين هو انت انجبرت عليا !

ضيق عيناه واردف باستفهام _ كيف يعنى !

تنهدت واردفت بترقب _ يعنى شيفاك محتار وباين من ملامحك انك مش رايد الجوازة دى .

طالعها قليلاً بعمق ثم اردف بجدية وعيون قوية _ اسمعيني زين يا عليا… انى محدش يجبرنى على وضع مرايدوش … انى مشيت ورا عوايد عيلتى وعاداتهم ووافجت على جوازنا برضايا … وانتِ ليكي منى الحماية والمعاملة الطيبة واللى عليكي أكيد انتِ خبراه زين … انما يابنت الناس تجوليلي محتار ومندار لع … معتفكريش اكدة واصل … لازم تعرفي ان زين الجابرى لما بياخد جرار بيكون جده ومتأكد منيه .

اومأت تطالعه برهبة فتنهد وابتسم يردف لمحو خوفها _ روقي وكملى لجمتك ورانا دخلة والخلج اللى تحت دول معيمشوش غير لما الحاجة رابحة تزغرط .

اومأت بقلق وتوتر وبالفعل بعد انهاء الطعام سحبها معه الى فراشه الجديد ليتمم وضع لا مفر منه في قانونهم وعاداتهم .

بعد دقائق وقف زين وارتدى جلبابه واتجه يفتح باب جناحه الذى يطرق بقوة ويقف موارباً اياه وينظر لوالدته بترقب فأردفت هى بصرامة _ خير يا ولدى ! … اتأخرت ليه عاد !

تنهد بضيق من افعالها واردف بترقب _ اطمنى يا اماي … كله تمام .

اردفت بقوة وحدة _ طب هات الامانة .

نظر لها بقوة واردف بنبرة لا تحمل نقاشاً _ كلمتى عهد يا اماي … وانا بجولك كله تمام .

نظرت له قليلاً بترقب ثم اطلقت بلسانها ما يسمى بالزغروطة بصوت قوى جعلت جميع النساء في الاسفل يفعلن مثلها والرجال يطلقوا النيران فرحةً باتمام زواج زين الرجال .

&&&&&&&&&

في تلك الاثناء

كانت مهرة تنام بعمق بعدما ادت صلاة الاستخارة وها هي ترى نفسها تقف امام قصر الجابرى تتنهد بعمق وتستعد لتخطى وبجوارها عبد الرحمن يطالعها بسعادة مبتسماً .

خطت لداخل القصر بترقب وقلق ثم توقفت في بهو القصر وجاءت رابحة تطالعها بغل فالتفت عبد الرحمن يقف بينهما ليبعد انظارها عن مهرة التى تطالعه بتعجب .

ابتسم لمهرة واردف مطمئناً بحب _متخافيش عاد ! … جولتلك مافيش حد أهنة هيأذيكي .

ابتسمت له من خلف نقابها فأردف بحب وترقب _ يالا ارفعى نجابك خليكي اشوف الجمر .

تنهدت بارتياح ثم مدت يدها ترفع نقابها بعيون مغمضة … رفعته للاعلى بترقب ثم فتحت عيناها تطالعه بترقب ولكنها تجمدت ذاهلة بعيون جاحظة فلم يكن حينها عبد الرحمن هو الماثل امامها بل كان … زين الجابرى .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اسكن أنت وزوجك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى